وكالة أنباء موريتانية مستقلة

الحوثي يخبئ الصواريخ تحت الأرض

أثار تنامى القدرات التسليحة للحوثيين فى اليمن العديد من التساؤلات حول القوى الداخلية والخارجية التى وقفت وراء تدعيمهم خلال السنوات الأخيرة السابقة على بداية عملية «عاصفة الحزم».الإيرانيين وصفقة السوخوى!
وللمتابع لعملية تطور ترسانة السلاح الخاصة بالحوثيين يمكن إدراك أنها ترسانة تم تكوينها إستنادا إلى سلسلة عمليات السلب والنهب والتهريب الداخلى من الأطراف المناوئة للحوثيين. وجاء السلاح من مصدرين إضافيين هما القبائل الحليفة وتجار الأسلحة. وتشمل المصادر من تجار الأسلحة، مصادر محلية ودولية، ومنها مثلا سفينة الأسلحة «جيهان» التى احتجزت فى ميناء عدن فى يناير 2013، والتي يزعم أنها كانت تنقل أسلحة إيرانية إلى الحوثيين.
وحتى يوم 20 مارس 2015 كانت تصل شحنات من السلاح الإيرانى إلى اليمن عن طريق البحر. فقد أشارت وسائل الإعلام اليمنية إلى أن السفينة التي وصلت يوم 20 مارس إلى اليمن كانت الثانية خلال شهر و اسمها «شارمين» وعلى متنها ١٨٥ طن من المعدات العسكرية والحربية.
ووفقا للمصادر أن طول السفينة 101 متر، وان الشركة المالكة لها «او اكس ال»، غير ان المصادر لم تكشف عن جنسية السفنية. وقد تم استخدام ميناء الصليف لتفريغها، لابعادها عن الاعين، بعد ان انكشفت السفينة المرة الاولى. ومن المعروف ان ميناء الصليف غير مخصص لمثل هذه السفن ولا لحمولة المعدات ايضا وانما للسفن المحملة بالدقيق والارز والسكر والحبوب والاسمنت.
ومن المثير للعجب أن تلقى الحوثيين صفقة طائرات من بيلاروسيا فى فبراير الماضى متمثلة فى شحنة طائرات (3 طائرات) طراز سوخوى الروسية الصنع عبر سفينة شحن تحمل اسم «شامين» توقفت فى ميناء الحديدة اليمنى! وجاء التبرير بأن الصفقة كانت تخص الحكومة اليمنية وأنها كانت موقعة منذ عام 2009.
ومن المعروف ان اوكرانيا قد باعت للحكومة اليمنية طائرات سوخوى 22 وميج 21 وإل 39 خلال الفترة بين عامى 2005 و2007.

تطور تسليح الحوثيين

أما فيما يتعلق بباقى الأسلحة فمع مطلع عام 2014 كانت الترسانة الحوثية تحتوى على 42 دبابة متنوعة، حصلت عليها خلال حربها مع الحكومة اليمنية، فى الفترة بين عامى 2004 و 2010. وكانت الحكومة اليمنية فى تلك الفترة تمتلك ما يقرب من1161 دبابة مُوزَّعة على معسكرات الجمهورية.
وفى تلك الفترة كان الحوثيون يمتلكون عددًا من معسكرات التدريب، داخل محافظة صعدة فى 3 مديريات هى حرف سفيان، وشهارة، وحوث، وتمتلك فيها من العتاد والسلاح ما يقرب من ١٤٠ طقمًا عسكريًّا من نوع «شاص»، و12 عربة حامل صواريخ «كاتيوشا»، و٤٦ عربة مُدرَّعة، و32 سيارة نوع كامرى تستخدم للدوريات، وتحمل شعارات الحركة، و 12 ألف قنبلة يدوية متنوعة، و81 مدفعا ثقيلا وخفيفا، و122 مضادًا للطائرات، و9 آلاف طلقة «آر بي جي»، و3 آلاف مقذوف دبابة، و9 آلاف متنوعة، بالإضافة إلى عدد كبير غير معروف من الأسلحة الخفيفة من نوع «كلاشنكوف».
وتمتلك شبكة اتصال لاسلكية حديثة، داخل تلك المعسكرات، بالإضافة إلى ما يقارب 6 آلاف مجند، يتقاضون رواتب شهرية قدرها 200 دولار مليون أمريكى‫.‬
وأعلنت جماعة «الحوثيين فى مارس 2011 السيطرة الكاملة على محافظة صعدة، وتم تعيين أحد تجار السلاح المقربين من الجماعة، حاكمًا على صعدة، بعد فرار المحافظ السابق‫.‬
ولكن وبحلول شهر يناير 2015 وعقب احتلالهم العاصمة اليمنية صنعاء حصل الحوثيون على كمية كبيرة من الاسلحة والمعدات العسكرية الثقيلة بذخائرها خلال اقتحام العاصمة دون أى مواجهات مع الجيش‫.‬
ووفق المعلومات التى تم تسريبها لوسائل الإعلام حول تلك الواقعة فقد حصل القوات الحوثية دون قتال وبتواطؤ واضح على ‫:‬٨٤ دبابة وذخائرها – 45 عربة بي ام بي وذخائرها – 45 مدفع عيار 23 مم وذخائره – وكتيبة مدفعية 130 و122 متكاملة “18” قطعة – 30 عربة شلكا بذخائرها – 482 صاروخا حراريا من معسكرات الفرقة – 3 ألاف قطعة آلي «كلاشنكوف» – 120 طقما عسكريا تايوتا مسلح ومزود بمدفع ـ ٧‫.‬١٢مم وذخائره – اكثر من اربعة مليين طلقة كلاشنكوف آلى –14 دبابة من معسكر محافظة الجوف – كتيبة 130،122 معدل بعتادها من الجوف – كتيبة كاتيوشا بي ام بي 21 بعتادها – عشرين دبابة تي 55 ، تي ٦٢ اضافة الى نهب مقر لواء وقيادة وزارة الدفاع ومخازن القيادة العليا للقوات المسلحة كامل المعدات والاسلحة فى اللواء310 بمحافظة عمران‫.‬
أما الطفرة التى طرأت على القوة التسليحية للحوثيين فجاءت ـ كما أظهر تقرير فريق الخبراء المعنى باليمن والذى قدم تقريره إلى لجنة مجلس الأمن المعنية باليمن فى فبراير الماضى
ـ عبر كميات كبيرة من السلاح الذى قدمه الرئيس السابق على عبدالله صالح لنجله الذى كان قائدا للحرس الجمهورى قبل الإطاحة به‫.‬
فقد أشارت مصادر عديدة بأن العميد ركن سابق أحمد على صالح قام بنهب أسلحة بعد فصله من منصبه كقائد للحرس الجمهورى. وتلقى الفريق وثائق، موجودة ضمن محفوظاته، من لجنة مؤلفة من كبار ضباط الجيش اليمنى، تحدد الأسلحة التى نقلت إلى قاعدة “ريمة حميد” العسكرية الخاصة بعائلة صالح فى سنحان. وتشمل هذه الأسلحة آلاف البنادق والمسدسات، وعشرات الرشاشات الثقيلة، ومدافع الهاون، وقاذفات آر بى جى، والبنادق القناصة، والقذائف الصاروخية سام 2 و سام 7 المضادة للطائرات.
وتدعى مصادر الفريق كذلك عدم وجود أى سجلات تبين وجود تقرير بالتسليم مقدم من أحمد على إلى خلفه يتضمن جردا بالأسلحة. وتلقى الفريق أيضا تقريرا يتضمن قائمة بالأسلحة التي أمر الرئيس السابق على صالح بتسليمها إلى الحرس الجمهورى فى عام 2011. ولكن لم يقم أحمد على صالح ولا أي من موظفيه بتوقيع وثائق تسليم تثبت استلامها، ولم تسجل الأسلحة قط فى سجل الحسابات العسكرية. وتشمل هذه الأسلحة عدة آلاف من البنادق، ومئات البنادق القناصة الآلية، ومئات الرشاشات الثقيلة، وعدة آلاف من طلقات الذخيرة وقذائف آر بي جى من أنواع مختلفة.
وفي وثيقة رسمية مؤرخة فى 18 يونيو 2014، طلب باسندوة رئيس الوزراء السابق من أحمد على صالح أن يعود إلى اليمن لتحديد مآل الأسلحة المفقودة. وكانت تلك الأسلحة والمعدات المفقودة كما يلى: 40ألف بندقية هجومية من طراز AK-47، و 25 ألف بندقية من طراز M16، و 35 سيارة هامر، و 12ناقلة أفراد مدرعة، و 12مسدسا (جلوك)، و 13عربة لاند كروزر، و 10مركبات من طراز فورد أربع منها مدرعة. وفى أغسطس اجتمع الفريق التابع للأمم المتحدة بأحمد على صالح فى صنعاء، وواجهه بهذه الادعاءات فأنكرها. ولا يعلم الفريق شيئا عن توجيهه أى رد رسمى إلى حكومة اليمن فى ما يتعلق باستفسار الحكومة عن الأسلحة المفقودة!

ملف الصواريخ

قد امتلك اليمن على مدى السنوات السابقة ما يقرب من300 صاروخ باليستى، بعضها موروث من ترسانة اليمن الجنوبى، وبعضها من كوريا الشمالية عام 2002، والتى تضمنت ١٥ صاروخاً من طراز سكود بي.
وتم الاحتفاظ بمعظم هذه الصواريخ فى معسكر ألوية الصواريخ الاستراتيجية فى جبال فج عطان بالعاصمة صنعاء، وتحديداً فى اللواء السادس. ويضاف إليها من اللواء الخامس صواريخ بيشورا وصواريخ أخرى أرض – أرض قصيرة المدى، استولى الحوثيون عليها جميعاً، مهددين أمن المنطقة ودول الجوار، فضلاً عن نحو 20 منصة إطلاق صواريخ سكود حصل عليها الجيش اليمنى من الاتحاد السوفيتى أوائل الثمانينات، وفق التقارير العسكرية التى سربتها وسائل الإعلام العربية. ويمكن لتلك الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، إصابة أهداف على بعد 500 كلم.
ووفق تصريحات المسئولين اليمنيين فإن إيران قدمت للحوثيين قطع غيارها، وقد أعلنت قيادة التحالف إن ضرباتها دمرت أكثر من 20 منها فى الأيام الأولى من عملية “عاصفة الحزم”.

الخبر ـ عكاظ ـ الأهرام

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.