وكالة أنباء موريتانية مستقلة

منظومة التزنان فى أخبار المهرجان

النص: ”
في مطلع الشهر يناير الأغرّْ
من عام ألفين وخمسة عشرْ
أتى رئيسنا إلى شنقيطِ
يقدم من حاشية المحيطِ
مفتتحا فيها لمهرجانِ
المدن القديمة الثماني
والبعض قال إنها زيارهْ
يرجى لها تحسّن العبارهْ
ومهرجان المدن المقيمهْ
غَجيرة كبيرة عظيمهْ
قد نُظِّمتْ أنشطة كثيرهْ
تنوّعتْ في هذه الغجيرهْ:
لزّ الحمير، ندوة فكريه
والشعر والغناء، مسرحيهْ
ووزعوا قدرا من الأموالِ
على المشاركين في الأعمالِ:
خمسون ألفًا للمفكرينا
وللحمير خصصوا ستينا”
الشرح:
قوله: “في مطلع الشهر يناير الأغرّْ من عام ألفين وخمسة عشرْ”
يناير: هو الشهر الأول من السنة العيساوية، وهو شهر يشتد فيه البرد، كانت أم السراسر تقول: “الخاوي أرخس من برد يناير”. وسئل ابن أبي ملحوس عن معنى هذا البيت فقال: مطلع: هو البراد إذا وضع على النار وفوت ساعة يكون طالعا ومطلعا، ويناير: هو الشهر الذي ستزاد فيه الرواتب. والأغر: كلمة من العربية الكحلاء لا يعرفها إلا الخاوي ونوعه من الناس الذين سبق لهم أن صابوا لهذا النوع من العربية. وعام ألفين وخمسة عشرْ: هو عام التعليم والصحة”.ا.هـ
قوله: “أتى رئيسنا إلى شنقيطِ يقدم من حاشية المحيطِ”
أي أن الرئيس جاء إلى مدينة شنقيط قادما من حاشية البحر الأخضر، وحاشية البحر عبر بها الناظم عن مدينة انواكشوط وهي مدينة معروفة قيلت عليها غنايات كثيرة، وأشهر الغنايات التي قيلت عليها هي الغناية التي تقول: “انواكشوط العاصمة الا لوسخْ..” وهي معروفة بكثرة أوساخها المبلولة واليابسة. روى الخاوي عن مفلَّس من أهل البرص أن رجلا من أهل البادية سافر إلى انواكشوط وعندما رجع سأله أهله عن أعجب شيء رآه فيها فقال: الأوساخ، قالوا: ثم ماذا؟ قال: الأوساخ قالوا: ثم ماذا؟ قال: ما رأيت فيها شيئا آخر حتى يعجبني أو لا يعجبني!
قوله: “مفتتحا فيها لمهرجانِ المدن القديمة الثماني”
قال ابن غاشم: “كنا مجتمعين ليلة في كزرة ابن جركان أنا وجماعة كبيرة معي نتدارس منظومات الخاوي فحكى علينا ابن جركان هذا البيت وقال لنا: أيكم يعرف ماذا يقصد الخاوي بالثماني في هذا البيت؟ فقال ابن أبي مطعوز: عينه على أن هذا المهرجان الذي نظم في شنقيط هو المهرجان الثامن. فضحك ابن جركان حتى سالت ريوقه وقال له: أنت أجهل من الخاوي، هذا ليس هو الذي عينه عليه. فقال له أبو الحلابس: عينه على المدن القديمة وهي ثمانية. فقال له: المدن القديمة ليست ثمانية. فقال أبو الحلابس: وكم عدد المدن القديمة؟ فقال ابن جركان: لا أعرف عددها”ا.هـ
قوله: “والبعض قال إنها زيارهْ يرجى لها تحسّن العبارهْ”
حدثتنا أم السراسر عن صاحبتها الروح بالروح، أن امرأة من جيرانها كانت تخرص معها أخبار المهرجان في التلفزة فلما رأت الخلق المتلاحق فيه والمعروضات التي تنعت للرئيس، وذلك النووع قالت لها: الصيدة، حكللَّ بماذا يفكّدك هاذا؟ فقالت لها: هذا يفكدني بما كان يحدث في زيارات الرئيس للداخل. فتشعرن جلد المرأة وشاطت تلكماندًا كانت في يدها وقالت لها: بيّ أم بُزيْزيلة مطقتها، علمني الله أن هذا هو نفس الذي كان يحدث في زيارات الرئيس للداخل”ا.هـ
قوله: “ومهرجان المدن المقيمهْ غَجيرة كبيرة عظيمهْ”
الغجيرة في اللغة هي: الرواية المتخمرزة وفي الاصطلاح تقال للرواية المتخبزة التي فيها كثير من الهوائش والخمارز المتخلطة. قال ابن النعسان: “كنا نستمع إلى الخاوي يشرح لنا هذه المنظومة وعندما وصل إلى كلمة (الغجيرة) شرحها لنا بأنها (الرواية المتخبزة التي فيها كثير من الهوائش والخمارز المتخلطة) فقلت له: يا شيخنا، عندك أن هذه الكلمة بينها علاقة مع كلمة (الغجر)؟ فصد علي متبحرا وقال: في يدك أنها حق!؟ هذه الكلمة قطعا أنها مشتقة من الغجر”ا.هـ قوله: “قد نُظِّمتْ أنشطة كثيرهْ تنوّعتْ في هذه الغجيرهْ:” كان الخاوي يشرح هذه المنظومة لمجموعة من تلاميذه فلما وصل إلى هذا البيت تخطاه فقالوا له: يا شيخنا ما معنى هذا البيت؟ فقال لهم: هذا البيت معناه واضح. فقالوا له: ولكننا نريدك أن تشرحه لنا. فقال: معناه أن.. وفوّت سويعة يتخمم ثم قال لهم: أنتم ياسرة أخباركم، هذا البيت واضح وليس عينه في الشرح.
قوله: “لزّ الحمير، ندوة فكريه والشعر والغناء، مسرحيهْ”
هذه هي الأنشطة التي تنظم في المهرجان وهي معروفة. سئل ابن خمراز عن معنى الندوة الفكرية فقال: الندوة الفكرية هي أن أقول أنا فكرة والحرف الأخير منها تقول أنت فكرة تبدأ به، والحرف الذي تنتهي به فكرتك أنت أقول أنا فكرة بادئة به، والذي لم يجد منا فكرة تبدأ بالحرف الذي انتهت به فكرة الآخر يكون هو المغلوب.

قوله: “ووزعوا قدرا من الأموالِ على المشاركين في الأعمالِ:”

كان الخاوي لا يحكي هذا البيت إلا سالت ريوقه، وكان يحكيه مرة لتلاميذه فسالت منه ريوق كثيرة فأراد أن يردها كي لا يفطنوا له فشرق شرقة شديدة حتى انغلقت نفسه وداس فشالوه إلى الطب فعُنتر فيه ولم يفق إلا بعد أسبوعين.

قوله: “خمسون ألفًا للمفكرينا وللحمير خصصوا ستينا”

حدثنا أبو الحلابس أنه سمع واحدا من الناس المشاركين في المهرجان يقول: “أعجب شيء رأيته في هذا المهرجان هو أن المفكرين المشاركين في الندوة الفكرية التي نظمت في المهرجان كل واحد منهم أعطيت له خمسون ألف أوقية، والحمار الفائز في سباق الحمير أعطيت له ستون ألف أوقية”. فاستغرب كل من كان حاضرا لهذه الراية وقالوا إن هذا إهانة للمفكرينن، وإن الدولة ليس فيها تقدير للفكر والمفكرين ولا تقدير للمعرفة. وكان ابن أبي مطعوز حاضرا فقال: “هذه مسألة عادية، لأن الستين ألفا ليست مَعطية للحمار وإنما هي معطية لصاحب الحمار، وصاحب الحمار يمكن أن يكون مفكرا، فهذا يدخل في باب تقدير المفكرين ودعمهم”ا.هـ
– أشطاري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.